لم يكن الجرح محطة توقّف, بعضهم حمل جراحه ومضى إلى جبهات العزّ
ركض نحو حلمه الأسمى، خلع عن نفسه الدنيا ومضى ليلبّي نداء الوطن
نال الحلم الذي طالما سكن قلبه
و عاد فارسًا، شهيدًا

منزل الشهيد حسن نعيم,مصاب بايجر قبل الاستشهاد

حسن، الرجل الأربعيني، أحد المصابين في مجزرة البيجر
رغم جراحه، لم يرضَ أن يستكين بل أصرّ أن يكون في ساحات القتال،حين اندلعت الحرب
: تروي زوجته موقفًا مؤثّرًا لحظة إصابته
قبل ما يحكموه، صار يقلّن للممرّضين بعدوا عني، في ناس حالتها أصعب
وبلّش يحاول يساعدهم بقد ما بيقدر... بس رجع عالبيت، قلي انابعد عندي شغل لازم خلّصو الله لطف فيي، لأنو ناطرني شي أجمل

مجموعة صور تعود للشهيد حسن

 مقابلة زوجة الشهيد

وقد صدق حسن… ونال ما تمنّى
نال الشهادة الأعلى
ولاقى ربّه فارسًا، شجاعًا، ماضيًا في دربٍ لا عودة منه… إلا إلى الجنّة

ثلاثة نجوم من بيتٍ واحد
رحلوا واحدًا تلو الآخر
لكنهم ما غادروا قلبها يومًا

محمد نعيم، شهيد في حرب سوريا
عبدالله نعيم، شهيد في جنوب لبنان
وحسن نعيم، الجريح الذي عانق الشهادة بعد البيجر

صورة الشهداء الاخوة الثلاث:حسن ,عبدالله,محمد نعيم

ذاك الجرح الذي ظنّت أمّه للحظة أنه قد يخطفه منها لكنّ قلبها، الذي يعرف أبناءه جيّدًاً،كان يعرف أنهم جميعًا لا يرحلون إلّا شهداء... تروي أمّ حسن موقفًا لا يفارق ذاكرتها
  بس صار انفجار البيجر، خفت عليه كتير ما كان يخلّي حدا يقلّي شو صار، لحتى هو إجا بنفسه لعندي ليطمنّي وما يخليني خاف عليه كان يهمّه إني ما خاف… أكتر ما كان يهمّه وجعو

تجلس اليوم سليمة على شرفتها تحمل ذكريات ثلاثة أرواح ربّتهم، شهدت طفولتهم وصباهم،ورأتهم آباء, ما بين بيتهم وصورهم تعيش وحدها… لا وحيدة
تحادثهم، تسقي زهورهم، وتعدّ الأيام حتى تلتقيهم
هي لا تبكي لأنهم رحلوا, بل تبكي لأن لا أحد بعدهم… يشبههم
ليست أمًّا عادية, هي وطنٌ صغير, نزفَ ثلاث مرّات, لكنّه لم يسقط

 مقابلة والدة الشهيد